تغيرت الأنظمة والحكومات.. ورغم اختلاف المناطق الجغرافية.. إلا أن حافلات المدارس أصبحت تحمل أسوأ الذكريات للمصريين.. فهنا توفي 14 تلميذَا بعد أن جرفتهم السيول، وهناك تحول أكثر من 50 إلى أشلاء.. ومازالت قافلة الشهداء تُرسل طلابًا وتلاميذُا إلى السماء.
المنيا
في ديسمبر 2010، كانت مدرسة الوليدية الاعدادية الثانوية المشتركة ''بنات''، على موعد مع حادث مؤلم، بعد أن رفضت إدارة المدرسة السماع لتحذيرات الأرصاد الجوية بهطول أمطار غزيره وإمكانيه حدوث سيول، وخرجت برحله إلى المنيا، عبر الطريق الصحراوي الشرقي، لكنه لم يعُد.
فور وصول أتوبيس مدرسة الوليدية إلى المنيا، هطلت أمطار بغزاره، وعند العودة، كان هناك طريقين، الأول وهو الزراعي''أكثر أمناً'' بالنسبة للأحوال الجوية ـ آنذاك ـ أما الثاني فكان الطريق الصحراوي، وهو الذي يقع بين تلال الجبال، وكان الأوفر في الوقت.
القرار كان بالسير على الثاني، رغم تحذيرات أكمنة الشرطة بالمنيا من خطورته، تحسباً لحدوث سيول، لكن السائق ومشرفي الرحلة ، لم يتنبهوا لها، وسارت لنصف ساعه، حتى فوجئ السائق بسيول تتدفق نحوه، حاول تفاديها، والسير بسرعه، إلا أنها جرفته إلى جانب الطريق، لينقلب الأتوبيس في حفره كبيره وتنهمر عليه المياه، وتجر معها تلاميذً المدرسة، بينما جرت محاولات من بعض الناجين لإنقاذ بعضهم، لكن دون جدوى.
وبعد وصول الإسعاف، ونقل الناجين، غادروا المنطقة، دون البحث عن المفقودين، الذين ذهبوا مع التيار ـ وبحسب شهاده إحدى التلميذات ـ فإنها قضت ليله كاملة لوحدها، بعد أن تعلقت بصخره واستطاعت أن تقف فوقها، وكانت تُشاهد زميلاتها طافيات على وجه الماء، يُحاولن النجاة، بينما شاهدت أخريات فارقن الحياه، ولم تقم السلطات المصرية بإرسال فرق بحث أو طائرات لإنقاذهن، وأنها ظلت تسير وسط الجبال، حتى وجدت أحد المحاجر، وبه أهالي، ذهبوا بها إلى المستشفى.
أسفر حادث أتوبيس الوليدية عن أكثر من 14قتيلاً، وعشرات المصابين، وكان موقف الحكومة وقتها، بصرف 5 آلاف جنيه لأسرة كل قتيل، وألفين لكل مصاب.
منفلوط
وفي عام 2012، كان مركز منفلوط بأسيوط شاهدًا على حادث مأسوي، راح ضحيته أكثر من 50 تلميذًا، على قضبان القطار، وتحولت جثث معظمهم إلى أشلاء، بعد أن غفل عامل المزلقان في إغلاقه وقت مرور القطار، فحينما حاول أتوبيس معهد أزهري، المرور من القضبان فوجئ بالقطار يصدمه، ويسحبه أمامه لأكثر من 200 مترًا.
وتحدثت الحكومة ـ آنذاك ـ عن صرف تعويضات لكل متوفي، وصلت لـ 50 ألف جنيه.
سوهاج
وقبل أيام، وقع حادث جديد في محافظة سوهاج، أسفر عن مصرع 10 طالبات من جامعة سوهاج، وإصابة 6 أخريات، إثر تصادم الحافلة التي تُقلهن بسيارة نقل، وأمرت محافظ سوهاج بصرف ألفي جنيه لأسرة كل متوفية، وألف للمصابة.
البحيرة
وشاركت البحيرة، الأربعاء، في قافلة الشهداء، حيث ودعت 18 طالبًا لقوا حتفهم في حادث حافلة مدرسية، وتفحمت معظم الجثث، إثر تصادم الأتوبيس بسيارة نقل مواد بترولية، واشتعال النيران في حافلة المدرسة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق